دائرة الثقافة والفن

يأتي هذا الكتاب ضمن المساهمة المعرفية لمشروع " جوائز أوروبية وابداعات مصرية.. في الأدب والسينما والفنون والعمارة " الذي قامت على تنفيذه دائرة الثقافة والفن، بتمويل مشترك مع مفوضية الاتحاد الأوروبي بجمهورية مصر العربية. كونه تجسيدا للتعاون الثقافي  بين مصر وأوروبا، يعكس هذا المشروع الاهتمام المشترك بتعزيز القميم الايجابية للإبداع في المجالات البشرية المختلفة ، من أجل تحقيق التنمية في مصر وأوروبا، بل وفي العالم أجمع.

 

 تمهيد

​

نشأ هذا الاهتمام المشترك في مواجهة ضغوط العولمة والمادية والزيادة السكانية ومحدودية  نظم التعليم وتهميش دور الأفراد ومنظمات المجتمع المدني . لقد عرقلت هذه القوى السلبية مسيرة الإبداع بشكل عام، ذلك انها حرمت المواهب الحقيقية من فرض التواصل الصحي مع الجماهير، مما أدى الى تدهور الذوق العام وعدم القدرة على تقدير الأعمال الإبداعية القيمة .

​

من ناحية أخرى، فانه من المعروف أن الإبداع يشكل دوما القوة الدافعة الرئيسية لتنمية  الأفراد ورفاه المجتمعات. ولعلنا نلاحظ بنظرة شاملة على التاريخ الإنساني كيف قادت ابداعات العلماء  والمفكرين والفنانين حركات التنوير فأثرت في مجتمعاتهم بشكل – قد لا نكون مبالغين اذا قلنا أنه غير حياتهم بشكل جذري ولذلك ، فقد كانت الحاجة ماسة لحشد الجهود الجماعية من أجل تشجيع الإبداع وتحسين الوعي العام بأهميته لتنمية الأفراد والمجتمعات. ولعل إلقاء الضوء على الأعمال الإبداعية والإبتكارية يكون مساهما ايجابيا في تحقيق هذا الهدف. وعلى صعيد آخر، فان التأكيد على مبدأ الحوار وتعزيز الروابط الثقافية على مستوى الإنسانية عامة يعد دعما دامغا في هذا الصدد. ولما شكل التواصل بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي عبر ضفتي المتوسط مالا رائعا للتفاهم الثقافي المتبادل والتفاعل الايجابي الخلاق على مدى التاريخ، فإن هذه الشراكة المصرية الأوروبية من شأنها أن تعزز الوعي العام وتشجع الإبداع في أوروبا ومصر بلا أدنى شك.